وانتهت الزوبعة..وبقيت الزبدة!!
محمد أبو حمراء
خلال الأسبوعين الماضيين امتلأت الشوارع والصحف بصور المترشحين للبلديات في الرياض؛ كانت حالة لم يسبق لها مثيل من خلال تلاقح أفكار مختلفة؛ أو لنقل توجهها نحو هدف واحد دون أن يكون هناك تقاذف أحجار بينهم كما هو في البلدان الأخرى.
وفي صبيحة يوم الخميس الذي بدأ المصوتون يسجلون أصواتهم لصالح مرشحيهم؛ أعجبني في الدائرة الثالثة تكاتف الإخوة الناخبين وحضورهم عن بكرة أبيهم؛ شيبهم وشبابهم؛ وكان صوتهم كما استبان لي من خلال سؤال الكثير منهم سوف يذهب للمهندس طارق القصبي.
ولعل المتتبع لوسائل إعلامنا التي تقول ما لا تعرف حقيقته؛ أنها كانت تركز على القبيلة أو العشيرة في الانتخابات؛ أي أن من كان من قبيلة كذا فسوف يصوت له أبناء قبيلته لكثرتهم؛ وهذا ليس بصحيح لعدة أسباب منها؛ أن أغلب سكان الرياض سواء من يسمون البادية أو القرويين كلهم ينتمون لقبائل؛ فالقبيلة أو العشيرة هنا لا مكان لها؛ لأن الولاء أصبح لشيء أهم من القبيلة والعشيرة وهو الوطن؛ ثم إن الناس بعد حربي الخليج وأحداث العالم الأخيرة عرفت شيئاً اسمه المصلحة؛ فلم يعد للقبيلة هنا مكان كما كانت قبل 100 سنة؛ أي أنها بعد توحيد المملكة أصبحت تعيش في الظل؛ وإن أخرجت عنقها في بعض المناسبات مثل الانتخابات؛ فهي تخرج على استحياء ثم تعود للظل؛ والذي يجعلني أوقن أن مسألة القبيلة قد انتهت هو ما شاهدته في كثير من المدن والقرى والهجر من حيث إعطاء الأصوات؛ فتجد الكثيرين يعطون أصواتهم لغير ابن القبيلة؛ لأن الظل الذي تعيش فيه تلك القبيلة لم يعد ذا وهج يعود على الأفراد بشيء من المكاسب؛ ثم هي أصبحت شماعة تعلق عليها كل الإخفاقات التي هي براء منها؛ لكن هكذا جاء قدرها؛ فهل تنجح القبيلة في الخروج من الظل خلال الانتخابات أم لا؟ هذا ما سوف تجيب عليه نتائج الانتخابات بالرياض وغيرها. وكتبت هذه المقالة يوم الجمعة صباحاً قبل أن تعلن النتائج.