د. عبد العزيز بن سعود العمر(*)
قياسا بعمره الزمني القصير نسبياً، حقق تعليمنا للبنات في جانبه الكمِّي تطورات مذهلة، لكن التطوير في الجانب النوعي بقي بطيئاً ومحدوداً، دون أن يقلل ذلك من الجهود المخلصة والجادة التي بُذلت لتحسين جودته، وهذا لا يعني بالطبع أنّ تعليم البنين في المقابل، حقق مستوى مميَّزاً في جودته النوعية. احترامنا لحق الفتاة في التعليم لا يعني فقط أن نضمن لها مقعداً وطاولة في مدرسة وينتهي الأمر. التعليم الذي لا يكسب صاحبه المهارات الحياتية، ولا يعزِّز لديه القدرة على الإبداع والتفكير ليس بتعليم، التعليم الذي لا يعدّ الفرد ليكون مواطناً مسؤولا ومشاركاً ليس بتعليم. هناك من تصوّر – للأسف – أنّ فترة التعليم بالنسبة للفتاة هي قبل أي شيء آخر فترة تزجيها الطالبة إلى أن يحصل النصيب. أضف إلى ذلك أنّ تعليم الفتاة في فترة من الفترات تجاذبته قوى متعددة بعض منها أتى من خارج التنظيم الرسمي نفسه، هذه القوى كانت أحياناً تحمل توجُّهات ورؤى تربوية متضاربة تتوجس من كل جديد، الأمر الذي ربما أدى إلى إضعاف حركة تطوير وتجديد تعليم الفتاة .. لدينا بحمد الله اليوم قيادة تعليمية قادرة، وبدعم من قيادتنا السياسية، على أن تحقق للفتاة السعودية تعليما نوعياً راقياً يجعلها أكثر قدرة على المشاركة الفاعلة في مجتمعها المدني.
(*) كلية المعلمين بالرياض